بلاد لن أنساها هـل لي بأرض الشام منْ يلقاني *** إنـ جـئـت ألثم تر بها بحنان؟ عـشـرون عاماً أدبرت في غربةٍ ***حـصـدت شباب العمر من وجداني مَـن فـي الـديـار سـيدركنّ بأنّني *** عـنها اغتر بت وإن مضى عِقدان؟ أبـتي الرؤوم؟ لقد توارى في الثرى *** والـيـومـ تـمنعه يد الرحمان أمي التي تجري دموع فؤادها *** وتـذوب فـي القلق الذي يرعاني أم إخـوتـي؟ كـلٌّ مضى في غربةٍ *** وتـمـوجـ فـينا الأرض كالشطآنِ أم خـيـر أصـحـابي؟ تبدّد شملهم *** مـثـلـي، فغربتهم عذابي الثاني مـنـ بـات يعرفني ويذكر أنّني *** نـاصـفـتهم أملي ونصف زماني؟ كـنّـا مـع(العاصي) نغازل روضه *** يـا شـاطيْ (الميماس) لا تنساني جـاورتُـ أنـهـاراً بُعيد فراقنا *** مـعـطـاءةً لـكن بغير حنانِ وبـقـيـتَ في نفسي وطال عِطاشنا *** فـمَـتـى يـدار الكأس للظمآن ؟ * * * يـا مَـن (بـتلكلخٍ) غدت أفراسهم *** عـنـد الآعاجم، من ترى يلقاني؟ إن جئتُ مصطحباً جميعَ مشاعري *** مـتـأبّـطاً ما هبّ من أحزاني إن عـدّت هـل منكم سيعرف من أنا *** بـالـودِّ أسـألـكـم وبالأشجانِ جـيـلٌ مـضـى من بعد ما ذُبنا بكم *** شوقاً وضاع العمر في الهجران رجـعـ الزمان وما رجعنا مثله ***حـتّـى ارتـمـينا في ربى النسيان هـذا الـنـصيب يصيب كلّ مهاجرٍ *** يـحـيا بقلبٍ ضائع العنوانِ يبكي على الماضي ويرفض حاضراً *** وبـهـامش الدنيا، هناك يعاني